لقي أكثر من مئة شخص معظمهم من الهولنديين مصرعهم فجر اليوم الأربعاء إثر تحطم طائرة ركاب ليبية قادمة من جوهانسبرج إلى مطار طرابلس العالمي على الرحلة رقم 8يو771، ولم ينج من الحادثة إلا طفل هولندي يبلغ من العمر ثمانية أعوام نقل إلى مستشفى الهضبة الخضراء بطرابلس.
وتحطمت طائرة الآيرباص إيه 330 التابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية على تمام الساعة السادسة صباحا أثناء هبوطها على المدرج رقم 9 بالمطار.
وكان على متن الطائرة 104 ركاب - معظمهم يحمل الجنسية الهولندية - وبينهم قرابة الـ22 راكبا ليبيا بما فيهم طاقم الطائرة الـ11 الذين تحصلت قورينا على أسمائهم وهم، كابتن الطائرة (يوسف الساعدي) ومساعداه الاثنان (طارق الشواشي، وناظم الترهوني)، بالإضافة إلى رئيس طاقم المضيفين (سعيد بوهدرة)، وبقية المضيفين (عبدالسلام التيجاني، وسفيان العلوي، وزياد الحناشي، وأسامة سعد، وأمينة القذافي، وأنتصار الزواوي، ومعتصم الهلالي)، واثنان من موظفي الأمن بالطائرة وهم (مروان القمودي، وبشير الشيباني).
لجنة للتحقيق
وأفادت مصادر مطلعة لقورينا إن الطائرة قد انفجرت لدى هبوطها وتفتتت بالكامل، مؤكدة في الوقت ذاته أن الطائرة تحطمت "على بعد متر واحد من مدرج" الهبوط.
وكان أمين اللجنة الشعبية العامة للمواصلات والنقل محمد زيدان قد أعلن عن تشكيل لجنة متخصصة للتحقيق في أسباب تحطم الطائرة.
وأوضح في المؤتمر الصحفي الذي عقده صحبة أميني لجنتي إدارة مصلحة الطيران المدني مصطفى الشريدي ، والشركة الأفريقية للطيران صبري شادي، وسفير جنوب إفريقيا لدى ليبيا، في وقت سابق من صباح اليوم الأربعاء، بأنه تم العثور على 96 جثة حتى ساعة المؤتمر، وقال إن البحث جار على بقية الضحايا، مؤكدا العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة.
واستبعد مصدر مسؤول لقورينا أن يكون للحادث أية علاقة بعمليات إرهابية، وقال إن الحادث لم تحدد أسبابه بعد.
ناج واحد
ونفى محمد المشيخي مدير العلاقات الدولية بشركة الخطوط الأفريقية الليبية لقورينا نجاة مساعد قائد الطائرة المنكوبة، كما نفى المشيخي أن يكون قائد الطائرة يوسف الساعدي كان قد طلب المساعدة من برج مراقبة المطار قبل وقوع الكارثة.
ونجى من الحادثة طفل هولندي يبلغ من العمر 8 أعوام، وقد وصف أطباء مستشفى الخضراء التي نقل إليها بعد إجراء الإسعافات الأولية له بمستشفى السبيعة، وصفوا حالته بأنها تعدت مرحلة الخطر، إلا أنهم أكدوا إصابته بعدة كسور بساقيه، وإنه بحاجة إلى إجراء عدة عمليات تثبيت داخلي وخارجي بمادة البلاتين.
وكان مصدر مسؤول قد ذكر لقورينا أن شركة إيرباص المصنعة للطائرة نوع 330 والتي تم شراؤها من قبل طيران الأفريقية في شهر يوليو/ناصر الماضي، طلبت تقديم المساعدة بإرسال المتخصصين والخبراء للمساعدة في الشؤون الفنية.
سوء أحوال جوية
وكشفت مصادر مطلعة لقورينا أن مطار طرابلس العالمي كان قد طلب من ربان الطائرة المنكوبة عدم الهبوط وذلك لانعدام الرؤية .
وقالت المصادر ذاتها أن الرؤية لم تكن واضحة بالمدرج بسبب تكون شبورة مائية حالت دون رؤيته المهبط بشكل واضح.
وكانت حركة النقل بمطار طرابلس الدولي قد توقفت تماما لأكثر من 24 ساعة الأسبوع الماضي بسبب الغبار الكثيف الذي أدى لسوء الأحوال الجوية، إلا أن الرحلات قد استؤنفت عقب ذلك بعد تحسن الأحوال الجوية، ما جعل المصدر ذاته يستبعد علاقة غبار آيسلندا بالحادثة.
ويعود آخر حادث تحطم طائرة دامٍ في ليبيا إلى 13 يناير/ أي النار 2000 عندما تحطمت طائرة قرب مرسى البريقة ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، بحسب موقع متابعة صناعة الطيران "افييشن سيفتي نتوورك" (شبكة سلامة الطيران).
ويعتبر حادث اليوم الأربعاء هو الأكثر دموية منذ 22 ديسمبر/الكانون 1992 عندما تحطمت الطائرة بوينغ 727 التابعة لشركة الخطوط الجوية العربية الليبية قرب مطار طرابلس ومات في الحادث 157 شخصا.
إحصائيات أولية
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الهولندية كانت قد نشرت في وقت سابق خبرا مفاده أن 62 مواطنا هولنديا كانوا على متن الطائرة، ولم يتمكن من النجاة سوى طفل يبلغ من العمر 8 أعوام.
وورد في وسائل الإعلام الغربية أن 22 مواطنا ليبيا من بينهم 11 من أفراد الطاقم كانوا ضحية الحادث بالإضافة إلى مواطنين من جمهورية أفريقيا الجنوبية وجنسيات أوروبية أخرى مختلفة.
وعلمت قورينا أن الليبيين الـ11 الآخرين هم طاقم احتياطي كان على متن الطائرة
[center]