من الأمور التي ينصح بها خبراء علم النفس منذ وقت، تفادي من يعانون الكآبة، حتى لو كانت من النوع البسيط، تناول الشوكولاتة والمواد الكافينية، لما لها من تأثير سلبي على حالتهم النفسية والمزاجية.
وجاءت دراسة حديثة نشرتها مجلة أرشيف الطب الباطني، لتؤكد العلاقة القوية بين الكآبة والتعود على تناول الشوكولاتة، بل لتشير إلى إمكان تسبيب الشوكولاتة بالكآبة. حيث كشفت الدراسة التي شملت حوالي 1000 من البالغين انه كلما زاد استهلاك الرجال والنساء للشوكولاتة، وجد انخفاض في مزاجهم ( أكثر كآبة). ولوحظ أن من اعتادوا تناول قطعة شوكولاتة واحدة على الأقل أسبوعيا، كانوا أكثر كآبة مقارنة بالذين يتناولونها بين حين وآخر.
وعلى الرغم من عدم تناول أي من المتطوعين لأدوية مضادة للاكتئاب أو سبق تشخيصهم بمرض الكآبة، دلت النتائج إلى أن من يتناولون أكثر من ست قطع من الشوكولاتة بوزن 28 غراما خلال الشهر الواحد، سجلوا معدلات عالية في الكآبة. وهو ما يدل على العلاقة بين ما نأكله وما نشعر به.
وعلق الباحثون، انه على الرغم من الافتقار الى الدليل العلمي، لا يستبعدون ان تكون الشوكولاتة سببا في الكآبة أكثر من كونها علاجا.
التفسير
من المعروف أن البعض يلجأ الى تناول أطعمة خاصة أثناء فترات الإرهاق والضغط النفسي أو الكآبة، ليجد راحة غير مفسرة أثناء تناولها. وقد ظهرت عدة أبحاث تشير إلى اندفاع العديد إلى الشوكولاتة لتحسين المزاج، وعزوا ذلك الى ما تحتويه من مواد مشابهة للهرمونات (التي تسمى جوازا هرمونات السعادة).
بيد ان الدراسات أكدت على أن تأثير هذه التحسن عادة ما يكون لحظيا ومؤقتا، بما يشعر الإنسان بعد مرور الوقت بالفراغ والانحدار المزاجي مرة أخرى.
وعلقت الدكتورة ناتالي روز وزملاؤها في جامعة كاليفورنيا- سان دييغو بان ثمة العديد من التفسيرات لهذه النتائج: «قد يكون اثر الشوكولاتة ببساطة، ان الناس المكتئبين يلتمسون فيها نوعا من العلاج الذاتي لتعديل مزاجهم، أو لحبهم في لذة طعمها أو لتحسين مزاجهم. كما بينت أبحاث سابقة عن الشوكولاتة فوائدها القصيرة المدى على المزاج، لكن أيضا تأثيرها المعاكس على المدى الطويل».
وقالت بريجيت اوكونيل من منظمة «مايند» الخيرية للصحة العقلية: «على الرغم من ذلك، نحتاج إلى مزيد من البحث لتحديد آلية وارتباط العلاقة بين الشوكولاتة ومزاجنا بدقة».
الشوكولاتة... لتقللي الكآبة