العرس الجماعي الدرناوي الأول

في ليلة تزينت فيها مدينة درنه بعناقيد الفرح وارتدت حلة الفرح في ليلة العمر درنه تحتفل بزفاف خمسة وعشرون عريس وعروس من أبناءها.. العرس الذي حدد له تاريخ 12/11/2009.

في الصالة الرئيسية كان خرير الماء في النافورة الزاهية الألوان ينادي شوا للموكب وفجأة حمل الشاب والمذيع النشيط عبد السلام عياد مكبر الصوت ليقول بصوت واثق (سيداتي سادتي نستقبل الآن موكب العرسان)، لتظهر بعض زهرات مدينة درنه بملابسهن الدرناوية الأصيلة يزغردن في فرح طفولي حاملات البخور وماء الورد والحناء يتقدمن الموكب في لوحة فنية رائعة وعلي أنغام المزمار الدرناوي رقصن الرقصات الشعبية ليكدن عراقة المدينة وأصالتها.

تقدم الأستاذ عبد الله اشنابو ملقياً كلمة بالمناسبة شكر فيها المجلس الوطني للشباب علي جهودهم المستمرة في إقامة العرس كما شكر الدكتور سيف الإسلام الراعي الرسمي لهذا الاحتفال علي مجهوداته الكبيرة لأجل الشباب.

كان لفرقة الإنشاد الديني في درنه نكهة خاصة بأناشيدها الدينية وهي تتغني بحب رسول الله صلي الله علية وسلم وأيضاً شباب المدينة الخيرين جاءوا ليهنئوا إخوتهم بالمناسبة ويشاركوهم الفرحة فالشباب الشعراء أمثال مصطفي الطرابلسي وسالم التاوسكي والفنان فرحات الشيخ ورمضان الطيرة قدموا ما لديهم من إشعار وقصائد وأغاني هدية لإخوتهم متمنيين لهم حياة سعيدة. العديد من الجهات الرسمية ساهمت في الحفل منها أمانة المؤتمر بشعبية درنه وفندق لؤلؤة درنه وصندوق التقاعد والعديد من الجهات الخاصة وبعض المجهودات الفردية من هل درنه.

التقينا الأستاذ جمعة صالح رئيس اللجنة العليا للعرس الجماعي ومدير إدارة الاستثمار بالمجلس الوطني للشباب حيث قال (مشروع العرس الجماعي تناولته جهات أخرى ولكن تناولته بشكل غير منظم والمعايير المطلوبة في الشاب أيضاً لم تكن مناسبة وبإلحاح من مدير المجلس التنفيذي قمنا بإعداد خطة لإقامة عرس جماعي لـ 200 شاب في ليبيا وتكوين اسر جديدة لهم في شعبيات خمس شعبيات مترامية الأطراف (الخمس – مصراته – النقاط الخمس – درنه) وهذه المدن عادة لا تتوفر فيها مناشط فحاولنا تغيير نظرة الناس الذين يقولون نحن لا تقام لدينا أي مناشط ولا برامج وقمنا بإعداد دراسة وقام الدكتور سيف الإسلام بتكوين لجنة عليا وبدأنا في العمل وتم تشكيل لجان فرعية وفي مصراته كان العرس الجماعي جميل ورائع ونحن نسعى إلى البحث عن الشاب الذي حرم من أي استفادة تقدمها الدولة والآن العرس الجماعي في درنه والأسبوع القادم سيكون الاجتماع بشأن مدينة أخرى.

ومن حيث المبدأ كان من المقرر تخصيص عدد 40 شاب من كل شعبية ولكن بسبب بعض الظروف تم تقليص العدد إلى 25 ليتم إعطاء المشروع حقه وإعطاء مبلغ 2000 دينار لكل شاب وإيصال شقة وكل ذلك برعاية الدكتور سيف الإسلام الذي يلح علي إقامة مثل هذه المشاريع الخيرية لأجل الشباب والبحث عن حلول لمشكلة السكن فالمجلس قام مؤخرا بالاتفاق مع مصرف الادخار من أجل تخصيص وحدات سكنية للشباب المقبلين علي الزواج والمصرف ابدي استعداده والمشروع في طور التنفيذ. والخطة القادمة إن شاء الله ستكون أوسع واشمل مع زيادة في العدد والعمل سيكون موسع ونسعى بذلك إلى مساعدة الشباب علي الزواج وأيضاً حل مشكلة السكن بتوفير سكن لائق.
نحن كلجنة عليا تواجهنا بعض الصعاب من ناحية الإمكانيات وأحياناً الوقت ولكن بتضافر جهود الأخوة في اللجان تغلبنا عليها. وفي الأخير ادعوا للعرسان بالخير في تكوين أسر جديدة وربي يحفظهم وألف مبروك كما اشكر أهل درنه علي كرم ضيافتهم لنا فبارك الله فيهم.

أما هدية فندق لؤلؤة درنه فكانت قالب الحلوى بشكله الرائع والمميز تبادل الأزواج تقطيعه والتقاط الصور أمام فرحة المدعوين وسعادة الأهل.

التقينا الأستاذ (عبد الله اشنابو) رئيس اللجنة الفرعية للعرس الجماعي ليخبرنا عن هذا الحفل فقال (المجلس الوطني هو من وضع الخطة وهو من يرعي المشروع فالمهندس سيف الإسلام وضع برنامج للشباب لإقامة أعراس جماعية وإقامة العرس في مدينة درنه أنا شخصيا اعتبره هدية من أخوننا في المجلس ومكافأة لدرنه علي مناشطها العديدة علي المستوي الأهلي وكما يقال عندما تعطي فأنت تنال ودرنه برزت علي الصعيد الأهلي والشبابي في العديد من المناشط فرأى المجلس أن يقام العرس الجماعي في مدينة درنه نشكر الدكتور سيف الإسلام علي مواقفه النبيلة.

في فسحة من الحفل التقينا العرسان وتحدثنا إليهم لنعرف كيف وجدوا فكرة العرس الجماعي.

العريس احمد يقول: (الفكرة كانت طوق النجاة الذي نزل من السماء فانا مقبل علي الزواج ولدي الكثير من العقبات أولها المسكن ولماكن ادري متى سأتزوج اشكر سيف الإسلام من كل قلبي اشكر جزيل الشكر واشد علي يده علي مشاريعه لأجل الشباب).

خليل: (المشروع جميل جدا وياريت كل سنة يقام فالشباب تواجههم صعوبات عديدة وأول هذه الصعوبات عادة ما تكون المنزل ولكن الحمد لله رب العالمين والشكر أيضا لأخونا سيف الإسلام فقد تم تسليمنا إيصال منزل نستلمها في القريب العاجل اشكر كل القائمين علي هذا المشروع).

سالم: (لازلت غير مصدق وكأني في حلم لقد تأجل موعد زفافي إلى السنة القادمة وأرهقتني السلف والقروض ولكن الحمد لله وفي لمحة بصر جاءت الشقة وتحدد موعد الزفاف جزى الله سيف الإسلام عنا خير الجزاء وجعله ذخرا للشباب في كل ليبيا).

باهر: (فرحتي كبيرة لا توصف اشكر الدكتور سيف جزيل الشكر وأقول له بقلب صادق شكرا لك أخي).

احمد: (هذا المشروع تشجيع من الدولة للشباب بارك الله في القيادة الرائعة وفي الدكتور سيف الإسلام والحمد لله أن جعل سيف الإسلام شاب ليبي يرعانا ويرعي الشباب في كل ليبيا شكرا سيف الإسلام).

عبد الغني: (بسبب الصعوبات التي كنت أواجهها موعد زفافي كان سيكون السنة القادمة في شهر 6 وجاء سيف الإسلام كالفارس الأبيض علي حصانه وحقق المستحيل وقرب موعد الزفاف ولو كنت احلم ما تخيلت أن يحدث ذلك اشكر سيف الإسلام ومهما تحدثت لن أوفيه حقه من الشكر).

منصف: (لم أكن ادري متى سيتم الزفاف فالمسكن عائق كبير أمامي وعندما علمت بالمشروع كانت فرحتي كبيرة فسبحان الله جاء مشروع سيف الإسلام منقذ لنا فبارك الله في هذا الشاب الليبي ابن البطل العقيد معمر القذافي).

وهذا الفرح الجماعي أقامه المجلس الوطني للشباب. وقد تمت له تغطية إعلامية شاملة شاركت فيها إذاعة الجماهيرية العظمى وقناة الجماهيرية الثانية، ليبيا الرياضية، ليبيا الشبابية وصحف الشمس وقورينا والشلال والغرفة والزحف الأخضر والراية الصادرة عن المجلس الوطني. والمواقع الكترونية فيلادلفيا وموقع الوطن الليبية وايراسا.

كما قدمت بعض الهدايا من مواطنين من مدينة درنة :
· مروان بوخشيم 25 ساعة يد للعرسان.
· نصرى شعبان المصراتى (أخصائية اجتماعية) 25 ساعة يد.
· صالح النعاس 1500 د. ل.
· المحامى فرج بن فايد 1500 د. ل.



كما شارك في هذا الحفل فرقة أطفال روضة آمنة بنت وهب برقصة (الزفة) وهى فلكلور شعبي بمشاركة السيدتان سيدة ليسير ورقية قرياط. كما ألقيت كلمات من قبل تاج الدين بوسويق عن صندوق التقاعد والقي كلمة فندق لؤلؤة درنة عبد الجليل اسويسى. وشاركت فرقة الوفاء للأناشيد والموشحات الدينية ومنتدى الوفاء للمواهب. كما قدمت فقرات شعبية وكلمة العرسان ألقاها احد العرسان وقدمت هدية للمهندس سيف الإسلام باقة ورد ودرع.



وهنا فقط نعرف أن هذا العرس الجماعي ليس مجرد مشروع وإنما له إبعاد أخرى أعمق واسمي وأجمل وله لفتات إنسانية ونواحي خيرية لا تظهر لمن ينظر نظرة سطحية لمثل هذه المشاريع، فتحية لأبن ليبيا البار الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي.